فيلم الأسبوع

فيلم كل يوم أربعاء الساعة الخامسة مساءا بتوقيت القدس

عيوني (٢٠٢٠)

وثائقي، ساعة و15 دقيقة


تبحث نورا وماكي عن إجابات بشأن أحبائهما - باسل صفدي وباولو دالوليو، وهما من بين أكثر من 100000 شخص اختفوا قسرًا في سوريا. وفي مواجهة تيه غياب المعلومات الساحق، يكون الأمل هو الشيء الوحيد الذي يجب عليهما التمسك به. " Ayouni" مصطلح عربي معبر جدًا -يعني "عيوني" ويُفهم على أنه "حبي". صُوّر الفيلم على مدى 6 سنوات في العديد من البلدان بحثًا عن إجابات. فيلم عيوني محاولة لإعطاء الأرقام وجوهًا، ولإعطاء الصمت صوتًا، ولجعل اللامرئي مرئيًا على نحو لا يمكن تجاهله


المخرجة: ياسمين فضه

في يوم الأحد 8 ديسمبر 2024، انتهى 54 عامًا من حكم عائلة الأسد، وانتهت معه عقود من الخوف والقمع.  تم تحرير الآلاف من سجناء الرأي الذين كانوا محتجزين في سجون الأسد سيئة السمعة في جميع أنحاء البلاد، وتأملت عائلات أكثر من 130 ألف شخص اختفوا قسراً بالعثور على أحبائهم. التقت بعض العائلات في مشاهد عاطفية بينما لا يزال معظمهم يبحثون عن إجابات. لا يزال الكثير مجهولا في وقت كتابة هذا المقال، وتستمر الجهود الحثيثة لتحقيق العدالة والمساءلة. 

بالرغم من هشاشة اللحظة، اختار التمسك بالأمل الذي يشعر به السوريون بمستقبل أكثر إشراقًا، وبأن تحرير فلسطين في متناول أيدينا،  أرى ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى.

لقد أنجزنا فيلم "عيوني" في عام 2020، بعد أن استغرق تصويره أكثر من 6 سنوات. يتتبع الفيلم بحث نورا وماكي عن إجابات بشأن أحبائهما - الفلسطيني السوري باسل صفدي والإيطالي باولو دالوليو- الذين كانوا من بين أكثر من 130 ألف شخص اختفوا قسراً في سوريا. وفي ظل الغموض الذي فرضه الغياب شبه التام للمعلومات كان الأمل هو الشيء الوحيد الذي يمكن لعائلاتهم التمسك به. "عيوني" هو مصطلح عربي عميق الرنين - ويعني "عيناي" ويُفهم على أنه "حبي". تم تصوير فيلم "عيوني" في بلدان متعددة بحثًا عن إجابات، وهو محاولة لإعطاء الأرقام وجوهًا، ولإعطاء الصمت صوتًا، ولجعل غير المرئي مرئيًا.

كان باسل الصفدي وباولو دالوليو ثواراً يحملان حلمًا ويقاتلان من أجل الحرية والديمقراطية. لقد أرادا إنهاء الاستبداد، وأرادا انتقالًا سلميًا للسلطة من أجل سوريا متنوعة، ولا يزال مصيرهما مجهولًا. 

صدر فيلم "عيوني" سنة 2020 ، ولكي نساهم في الحملات التي تسعى إلى تحقيق العدالة والمساءلة مثل "من أجل سوريا". فقد أصدرنا الفيلم في جميع اللغات المتمثلة في مجلس الأمن في الأمم المتحدة. في ذلك الحين، حين صدر الفلم قبل  حوالي خمس سنوات، و بناء علــى نصيحة أصدقائنا في سوريا ، فقد وضعنا حظرا جغرافيا علـى مشاهدة الفيلم في سوريا وذلك لحماية العائلات التي ظهرت في الفيلم. 

  في ديسمبر 2024، قمنا بإزالة الحظر الجغرافي حتى يمكن مشاهدة الفيلم في سوريا أيضًا وإعادة إصدار Ayouni لتكريم باسل وباولو، وكذلك الآلاف من الأشخاص الذين اختفوا قسراً في سوريا تحت الطغيان.

لقد جلبت رؤية إطلاق سراح المعتقلين في الثامن من ديسمبر الكثير من السعادة والوعود. و لكن في الوقت نفسه ما زالت تتكشف العديد من المقابر الجماعية في جميع أنحاء البلاد ولا تزال آلاف العائلات تبحث عن إجابات حول مصائر أحبائها. تقوم الآن العديد من المنظمات بما في ذلك من أجل سوريا )The Syria Campaign) و NoPhotoZone (التي أسستها نورا غازي) بعمل حاسم لدعم المعتقلين وعائلاتهم في بحثهم عن إجابات. إلى جانب دعم الحكومة السورية الجديدة والناشئة، يحتاجون ايضا إلى دعم المجتمع الدولي وهيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية للتعامل بشكل هادف مع علامات الاستفهام المستمرة حول أولئك المختفين قسراً واللذين ما زالوا في عداد المفقودين، حتى يصبح تحقيق العدالة الانتقالية ممكنا.

ياسمين فضه (المخرجة) -