PFP-02.png

سرديات التمرد

(١٩٨٤) معلول تحتفل بدمارها

ميشيل خليفي، ٣٢ دقيقة، ملون، ١٦ ملم

مثلها كمثل قرى فلسطينية لا حصر لها منذ عام ١٩٤٨، مُحِيَت معلول عن الخريطة. ففي كل عام في "يوم استقلال إسرائيل" (اليوم الوحيد الذي لا يلزم فيه الحصول على تصاريح للتنقل بحرية في تلك المنطقة) يعود سكان معلول الفلسطينيون الأصليون المطرودون إلى قريتهم، ليظهروا لأطفالهم من أين أتوا، وليتذكروا المنزل والمدرسة والمخبز. يتجولون بين أشجار الليمون والمشمش واللوز، وبينما تتقاسم العائلات الطعام، يروي كبار السن تاريخ القرية. ورغم أن فيلم معلول هو أحد أقصر أفلام المخرج الناصري ميشيل خليفي، فإنه يلاحظ أنه كان الأصعب في الاخراج، وأنه شعر بأنه مضطر لسرد هذا التاريخ الاستعماري بطريقة واضحة وموجزة لا يمكن إنكارها. وبذلك، فإنه يشدد على الفرق بين الذاكرة كفكرة والذاكرة نفسها؛ فإن معرفة التاريخ المعاش فيه تحدٍ للتاريخ الأيديولوجي. وبينما يتأمل الفيلم التراث وإرث الصدمة المتداول عبر الأجيال، فإنه يؤكد أيضاً أن "السلاح" الوحيد الذي يمتلكه السكان الفلسطينيون الأصليون في معلول هو سرد ما عاشوه واختبروه بأنفسهم - ومن الأهمية أن يتمسكوا بهذا السرد بقوة. ومن خلال وضع إطار حول هذه الذكريات، يصبح الفيلم نفسه فعلًا من أفعال التذكر. وعبر التأكيد على دور رواية القصص ضد أعمال المحو، يذكرنا خليفي بقوة تأطير وسرد تاريخ المرء.

يشرفنا أن نضم فيلم "معلول تحتفل بدمارها" إلى هذه المجموعة من الأفلام؛ فهو بمثابة خاتمة مناسبة لأنه يمثل نقطة تحوّل حاسمة - فحتى ذلك الحين، كان النضال الفلسطيني ممثلاً من خلال حلم العودة؛ بينما يصور معلول العودة نفسها. وفي حين أن الفيلم لا يزال متمسكاً بالذاكرة ورواية القصص والمجتمع باعتبارهم الخيوط الأساسية للمقاومة، فإن رائعة خليفي السينمائية تحوّل النظر من الخارج إلى النظر من الداخل، مما يشير إلى فصل جديد في السينما الفلسطينية ورفض المحو.

الفيلم متوفر باللغة العربية مع ترجمة انجليزية و فرنسية