جاك مادفو، ١٨ دقيقة، ١٦ ملم
الرياح تصفر عبر الفيلم القصير الذي أخرجه جاك مادفو عام ١٩٧١، وهو عبارة عن مونتاج لرسومات نابضة بالحياة لأطفال فلسطينيين، تقدم نافذة على حياتهم اليومية وذكرياتهم وخيالهم بعد نزوحهم إلى لبنان بعد حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧. لم يكن المخرج الأرمني مادفو ( ١٩٢٤- ١٩١٤) الذي نشأ في لبنان غريبًا عن حالة النسيان والشوق إلى المنفى. فلسطين، الوطن المحفور في ذكريات الأطفال، تُصوَّر بألوان زاهية، على أنغام موسيقى أغنية شعبية تغني للريح، إن شاءت ان تأخذنا إلى الديار، وتروي الخوف من الكبر في المنفى، بينما البيت لا يعرف صاحبه. في وقت لاحق من الفيلم، جنبًا إلى جنب مع أصوات الحرب المظلمة التي تسجل العنف الذي عاشوه و تذكروه، تعكس هذه الرسومات الساذجة أطفالاً يتجاوزون سنهم بالحكمة. فالريح هي رسول إلى الأراضي الحبيبة التي تركها الفلسطينيون وراءهم. وفي المنفى، يتم الاحتفال بالطبيعة - غالبًا ما تكون رسومات الخيم محاطة بأشجار خضراء وشمس مشتعلة وطيور مشرقة. وبينما تُنسج المعرفة العميقة والاحترام للطبيعة في نسيج الحياة الفلسطينية، نرى هنا أن المقاومة من خلال حب الطبيعة مُشفرة في الفن والثقافة والصورة والأغنية منذ أصغر السن. تم اختيار فيلم في مهب الريح رسميًا لمهرجان البندقية السينمائي وفاز بجوائز في مهرجان لايبزيج السينمائي، وكذلك في تشيكوسلوفاكيا وتونس.
الفيلم متوفر باللغة الانجليزية مع ترجمة عربية و فرنسية