PFP-02.png

سرديات التمرد

(١٩٧٢) عدوان صهيوني

مصطفى أبو علي، ٢١ دقيقة، أبيض وأسود، ١٦ ملم

في أعقاب العملية التي استهدفت الوفد الرياضي الإسرائيلي المشارك في أولمبياد ميونيخ في ألمانيا عام ١٩٧٢، شن الكيان الصهيوني غارات انتقامية على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان (وتحديدًا قرية داعل في سوريا ومخيم النبطية في لبنان) في الثامن من سبتمبر ١٩٧٢. وفي انعكاس للهمجية الصريحة للعدوان الصهيوني، يضطر المخرج الفلسطيني الأسطوري مصطفى أبو علي إلى اللجوء إلى قواعد سينمائية جديدة لتحليل الوحشية. إنه فيلم مسكون ومخيف، مع صور غير مفلترة للموت. أطفال بلا حياة، وملامح منتفخة. أطفال في أسرّة المستشفيات، وأطراف ملتوية، ووجوه مصابة بكدمات. عذاب. جماجم محطمة. أيدي مسحوقة. في بعض الأحيان، ترمض عيون بلا حياة، وتثير رعشة يد شيئًا أشبه بالأمل - أن الحياة تستمر، وأن الحياة يمكن أن تستمر. صورة رجل دفن حياً بسبب انفجار، وفمه مفتوح، محشو بالتراب. وبينما يتم استخراجه من الأرض بعناية، تُركنا في صمت صارخ لنتأمل الصورة غير المتجانسة، حيث يتم البحث عن المجرفة لاستخراج الموتى. ومع ذلك، فإن هذه الأيدي التي تحفر بعناية، والتي تسحب جسدًا متحجرًا من الماء، هي أيادٍ تحاول رد الكرامة. يشكل الصمت أكثر من نصف الموسيقى التصويرية للفيلم، وكأن الكلمات لم تعد موجودة للتعامل مع مدى الفساد والدمار. لم تعد الكاميرا عينًا بل جزءًا من أداء الحرب نفسها. تتلألأ الكاميرا الدوارة في صمت مهيب بينما تغمر مواكب الجنازة الشوارع. منذ عام ١٩٧٢ عندما تم تصوير هذا الفيلم حتى اليوم، لم يتغير مخطط الاعتداءات الصهيونية أبدًا.

الفيلم يتضمن بطاقات نصية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.